بقلمي / فريد عبد الوارث مكتب سوهاج
كي لا ننسى…
إياكم والنسيان… إياكم وإهمال التاريخ الناصع لأبطال صنعوا التاريخ بدمائهم..
عدد 30 مقاتل وبطل من الكتيبة 43 صاعقة استطاعوا ببسالتهم وقوة عزيمتهم إعادة الثقة لجيش مصر بعد نكسة 67 بأيام قليلة!!… وأرسلوا لتل أبيب رسالة قوية مفادها جيش مصر لم ولن يمت. وأن ما حدث في الخامس من يونيو 67 لم يكن سوى كبوة جواد.. وأنه الإستثناء وليس القاعدة..
….
حين ظنت إسرائيل ( وبعض الظن إثم) أنها قضت تماما على روح المقاومة لدى المصريين وتملكها الغرور ! خططت للتقدم واحتلال بورفؤاد وتهديد ميناء بورسعيد…
في مثل ذالك اليوم الأول من يوليو عام 67 تقدمت قوة إسرائيلية شمالا من مدينة القنطرة شرق بإتجاه بور فؤاد شرق بور سعيد لإحتلالها بإعتبارها المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو…
لم يكن يدافع عنها سوى قوة صغيرة من الصاعقة عددها 30 مقاتل متواجدين في رأس العش !
….
تقدمت القوات الإسرائيلية.. وتشمل سرية دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف مجنزرة…
قامت الدبابات والعربات بالهجوم على قوات الصاعقة الموجودة فقام أبطال الصاعقة بتدمير دبابات العدو والتشبس بكل قوة بالأرض…
حاولت القوات الإسرائيلية المهاجمة الإلتفاف من الجنب بعد فشل الهجوم من المواجهة فكانت المقاومة أشد والخسائر في المعدات والأفراد أكبر… وبعد عدة محاولات بائت جميعها بالفشل… والخسائر الكبيرة تم إنسحاب القوات الإسرائيلية لتبقى تلك المنطقة هي الوحيدة التي ظلت تحت السيادة المصرية في سيناء حتى حرب أكتوبر المجيدة
كانت تلك المعركة هي الإعلان الرسمي للعالم أن المقاتل المصري لم يفقد إرادة القتال… وكانت بداية حرب الإستنزاف التي مهدت الطريق لنصر السادس من أكتوبر
….
من الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي.. إلى الشهيد البطل أحمد المنسي…. ومن الكتيبة 43 صاعقة في رأس العش.. إلى الكتيبة 103 صاعقة في سيناء خيط يربط بين كل أبناء الجيش المصري خير الجند.. يعلن للعالم أجمع أن مصر لا تموت..
وأن المعارك تحسم في صدور الرجال قبل أن تحسم في ساحات القتال…
وثقوا الأحداث… علموا الأجيال أن الأسطورة الحقيقية هناك في ساحات القتال.. من الرفاعي.. لعبد المنعم رياض وصولا للمنسي ورفاقة..
تحيا مصر بدماء وتضحيات الأبطال
تحيا مصر