كتب د. حسن نجم الدين
من أهم مبادئ الدين الحفاظ على الأوطان والله عز وجل كتب لمن يموت دفاعا عن أرضه أنه شهيد .
قال صلى الله عليه وسلم “من مات دون أرضه فهو شهيد “.
ويضرب لنا الرسول الكريم والصحابة الكرام المثل في حب الوطن والدفاع عنه
والمثال الواضح في ذلك ما فعله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي سطرته السيرة العطرة حينما لم يضحي بوطنه حتى وإن كان المقابل نصرة الدين والقضاء على أعداء الدين !!
فحينما اذن الله له وللصحابة الكرام بالهجرة إلى المدينة لم نجد واحدا من الصحابة قبل أن يخرج يخرب وطنه أو يحرق بيته أو يتلف ماله أو يهلك زرعة ويقتل دوابه وطيوره أو حتى يتربص بالمشركين كابي جهل وعقبة بن معيط وامية بن خلف فيتلف أو يسرق أموالهم أو يهلك إقتصادهم أو يقتلهم حتى ولو قصاصا منهم ولما يمثلونه من خطورة على الدين !!
حتى أن المهاجرين المسلمين لم يأخذوا أموالهم معهم وتركوها هي وديارهم ودوابهم وارضهم وتجارتهم كي ينتفع بها المشركون ومنهم ابو جهل وأبو لهب على سبيل المثال!!
لماذا لم يفعلوا ذلك ؟!
لإن المسلم المؤمن الحق لا يقوم بذلك والنبي الكريم صاحب الرسالة السمحة التي أساسها “وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ” لا يأمر بل ولا يرضي ولا يقر بذلك ”
ولماذا ؟!
لأن الله عز وجل وصف من يتربص بوطنه وجنود وطنه الذين هم حماة أرضه .. وصف من يفعل ذلك بالخائن
فقال ..” إن الله لا يحب الخائنين ”
ولأن هذا الدين قوامه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .
و أساسه حب الوطن وحب البشر مهما كانت معتقداتهم والرجاء أن يهدي الله كل البشر للحق والإيمان بالله عز وجل وحده .
فحينما خرج سيدنا النبي الكريم
قال عن أرضه ووطنه إنها احب ارض الله إليه !!
كيف ذلك وهذه الأرض لم يجد منها سوى الإيذاء له في نفسه وعقله وإيمانه ودينه والقرآن الذي أنزل عليه والقتل لأصحابه والأذى لهم في أنفسهم وأموالهم .
بل قال قولته الشهيرة وهو مستقبل مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة “والله إنك لأحب أرض الله إلي وأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك اخرجوني منك ما خرجت ”
لماذا لأن مكة وطنه الذي يحبه ويضرب المثل والقدوة الحسنة في حب الوطن .
إذا من احب دينه حقا لابد أن يحب ويدافع عن وطنه بكل صدق وإخلاص ؛ وليس كما يفعل جماعات التكفير والإرهاب والتخريب من استهداف الوطن ومؤسساته وجنوده وأمنه بحجة نصرة الدين . والدين منهم ومن أمثالهم وأفعالهم براء .
ونؤكد هذا بدليل آخر
ففي الحديث المشهور أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دعا لرجلين من المشركين وقتها ..ليس فقط بالهداية ولكن بأن يعز باحدهما الاسلام ولنتخيل من هما .. أحدهما أبو جهل “عمرو بن هشام ” تخيل أحدهما أبو جهل !!!!
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الرحمة للعالمين يدعوا لأبي جهل بالهداية .. بل أكثر من ذلك بأن يعز الله به الإسلام !!!
بالطبع هو أو عمر بن الخطاب .. الذي كان وقتها مشركا ..فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك …أو بأحد الرجلين ..عمرو بن هشام ” ابو جهل “. أو عمر بن الخطاب”!!
فلم يدع النبي الكريم أو يقل مثلا اللهم اعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ابو بكر أو عثمان بن عفان . او بعلى بن أبي طالب . او عبيدة بن الجراح أو مصعب بن عمير ….أو…… من عظماء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
ولكن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب المثل للأمة والتاريخ في حب الهدايه لجميع البشر حتى الأعداء والمشركين الذين حاربوه أعواما كثيرة !!!! حتى ولو كان أبو جهل !!!!!
حقا سيدي يارسول الله صدق من قال عنك
“وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين “.
تسلم الايادي جريدتنا الموقرة