كتب – محمد حمدي سعد – شمال سيناء
حقا أدب الاختلاف من الآداب المهمة والضرورية والجوهرية حقا ما إحوجنا إليه الآن و،في هذه الأيام رغم عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية لكننا لا نجيد العمل الجماعي فكل منا يريد بسط نفوذه واستلام راية القيادة وما أن تلوح في الأفق بادرة خلاف وجدت العلامات التي ذكرها رسول الله حيث يقول صلوات ربي عليه (صفات المنافق ثلاث إذا تحدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر).
لذا أعيروني القلوب والأبصار لعلي أضع بين أيديكم ما يروق لكم ويرشدنا إلى سواء السبيل .
لابد أن نتفق أولا أن هذا الدين الحنيف جاء للوحدة ونبذ الفرقة، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” آية (١٠٣) سورة ال عمران .
فأحيا بدينه عقولا موتى وهدى به قلوبا جلفا ودعانا الى الأخوة والمحبة والسلام الاجتماعي ، كما نهانا سبحانه عن النزاع حيث يقول جل وعلا ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” اية ٤٦ سورة الانفال
بل عظم الملكية الفكرية ولم يمنعك من التفكير ليس ذلك فحسب بل احترم نتيجة تفكيرك ولم يسخر من منسوب فهمك وإدراكك للإمور مهما قل أو كثر حيث علمنا ذلك النبي وهو القدوة عندما قال لاصحابه لا يصلين احدكم العصر إلا في بني قريظة، فعجّل بعضهم الصلاة عند دخول الوقت وأخرها بعضهم، ولم يعنف النبي هؤلاء ولا هؤلاء بل احترم فهم كل فريق ليضرب المثل الاعلى في فن القيادة .
ومما سبق كله توصل العلماء والفقهاء إلى قاعدة فقهية تسمى بالقاعدة الذهبية ونصها كما يلي : –
( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)
لذا فنحن بحاجة لفهم هذه القاعدة وتطبيقها فإذا كلفنا بوضع خطة مثلا واتفقنا في النقاط الاولى والثانية والثالثة نتعاون وننفذ ولا نضيع الوطن والامة في الخلاف وإذا اختلفنا في النقاط الرابعة والخامسة نعذر بعض ونقدر فهم بعض ولا نقلل من قدر بعض ويجب أن نتذكر أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف إنما ياكل الذئب من الغنم القاصي.. جمعنا الله دوما على محبته وطاعته .