جريدة المواطن العربي صوت المواطن الحر
مقالات مشابهة
كتب – محمد حمدي سعد – شمال سيناء
قد نتفق جميعا ولو ظاهريا أن الاعاقة معاناة للشخص من ذوي الاعاقة نفسه ولأسرته وللمتعاملين معه : المجتمع المدرسي مثلا والحي والمنطقة المحيطة به ، وهذه المعاناة التي نحن بصددها الآن معاناة نفسية أكثر منها بدنية وخلافه .
ونود ان نلفت النظر أن الأسرة وهي البيئة الحاضنة الأولى للطفل والتي تصبغ الطفل بصبغتها الأسرية والسلوكية والثقافية إلى آخره، وتصطدم الاسرة بميلاد طفل ذو إعاقة ويصطف الطرفان الطفل والاسرة أمام العتبة الاولى وهي العقبة الكئود في رحلة الطفل والاسرة على حد سواء وهي القبول او الرفض الابوي والاسري للإعاقة والناتجة عن مخزون الرضا والقناعة بهبة الله والإيمان بقضاء الله وقدره من ناحية ومدى التوافق الاجتماعي والسلام النفسي لهذه الأسرة وتقبلهم للآخر من ناحية اخرى .
وتمثل هذه الخطوة تحديدا المفاتيح والرموز الاساسية لخريطة حياة الطفل المسكين فإن كان موقف الأسرة إيجايبيا وداعما له وموفرا له المناخ المناسب شبّ على الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة المجتمع واستغلال طاقاته الكامنة، فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير الوفير ويساعده ذلك على أن يكون اضافة لأي مكان يتواجد فيه ، أما أن كان موقف الاسرة سلبيا فينعكس ذلك وبقسوة على الطفل فينشأ جبان منعدم الثقة بنفسه وبالآخرين، سيء الظن اعتمادي عبء على المحيطين به .
وتأتي الخطوة الثانية وهي الأهم في مبحثنا هذا وهي آليات وطرق التعامل مع هذا الملف مدى ومنسوب الحنان والحزم المفترض تقديمهم العقاب والثواب، وكذلك كيفية توجيه النصح والتعامل مع المواقف والازمات اختيار وانتقاء الألفاظ وكيفية تقديم الطفل للمجتمع وتشجيع موهبته ودعمها .
ثم لابد أن نراعي العاطفة والغريزة الأبوية الطبيعية والتي تضغط على الأبوين عند رؤية عجز الابن عن القيام بمهمة ما مقارنة بأقرانهم كيفية تعامل الآخرين معه وتقبلهم لإعاقته والألفاظ ولو بالمزاح المستخدمة معه مستقبله زواجه كل ذلك يمثل ضغطا واحتراقا نفسيا على الاسرة و يرجع لمدى إيمان الأسرة من حيث قوته أو ضعفه، وبالتالي دور المجتمع الدعم والتشجيع والتزود بثقافة راقية تتقبل الآخرين ..
