الانتصار للحياة

مكتب المغرب : عبد السلام المساوي 
 
يقول صاحب الجلالة في خطاب 20 غشت بمناسبة الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب :
( والواقع أن نسبة كبيرة من الناس لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية، التي اتخذتها السلطات العمومية: كاستعمال الكمامات، و احترام التباعد الاجتماعي، و استعمال وسائل النظافة و التعقيم.
فلو كانت وسائل الوقاية غير موجودة في الأسواق، أو غالية الثمن، قد يمكن تفهم هذه التصرفات. و لكن الدولة حرصت على توفير هذه المواد بكثرة، و بأثمان جد معقولة.
كما أن الدولة قامت بدعم ثمن الكمامات، و شجعت تصنيعها بالمغرب، لتكون في متناول الجميع.
بل إن الأمر هنا، يتعلق بسلوك غير وطني و لاتضامني. لأن الوطنية تقتضي أولا، الحرص على صحة وسلامة الآخرين؛ ولأن التضامن لا يعني الدعم المادي فقط، وإنما هو قبل كل شيء، الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس.
كما أن هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة، التي تمكنت و الحمد لله، من دعم العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها.
إلا أن هذا الدعم لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل و إمكانات.)
تذكير :جاءت المبادرة الملكية الكريمة بتوزيع الكمامات الواقية من الفيروس مجانا على الفئات الشعبية الهشة ، لتؤكد تلك الحقيقة التي يؤمن بها المغاربة دوما وأبدأ والتي يصدقها الواقع اليومي باستمرار : حقيقة إستماع ملك البلاد لنبض شعبه ، وبالتحديد نبض والام وهموم الفئات الأقل حظا فيه والأكثر هشاشة .
توزيع الكمامات الطبية مجانا على المواطنين الفقراء في المناطق التي تشهد تصاعد هذا الوباء الفتاك ، ليس أمرا هينا ولا سهلا ولا نافلا ، هو أمر لم تستطعه حتى دول كبرى ، تناقش اليوم مع القطاع الخاص كيفية النقص من ثمن تصنيع وتوزيع الكمامات لتصل إلى أكبر قدر من مواطنيها ، دون أن يكلف الأمر خزينتها ما لم تطقه في زمن الأزمة الاقتصادية التي زادتها أزمة كورونا استعصاء .
ان الخطوة الملكية الرائعة هي كريمة أولا ، وهي إنسانية ثانيا ، وهي جبارة ثالثا وتكلف الكثير ، لكنها تعني لنا في المغرب أننا في القارب ذاته ، وفي الطريق ذاته نحو النجاة جميعا من هذا الوباء شرط أن نقاومه ، وشرط أن نحس بخطورته ، وشرط ألا نستهين بالمنحنى التصاعدي الذي أخذه منذ عطلة عيد الأضحى وحتى الآن ، وشرط أن نفهم أنه يشغل بال البلد كله ، وما هذا الاهتمام من عاهله وملكه بالفقراء من أبناء شعبه الا دليل إضافي على الأمر .
دليل لم يكن ينتظره الشعب المغربي ، لأنه على اليقين ذاته أن ما يمسه يمس ملك البلاد ، وأن العكس صحيح أيضا ، ويكفي أن نشاهد التطورات الأخيرة لكي نتأكد مليا من ذلك .
ان الصراع ضد وباء كورونا يجب أن يكون بكل جدية الكون ، لأن المسألة لا تتقبل مزاحا ، بل هي فعلا وليس قولا فقط مسألة حياة أو موت .
نعرف أن المغاربة يؤمنون بالحياة وسينتصرون لها ، وسيفعلون المستحيل لأجل الحرص عليها ، ونعرف أن في عز حربهم هاته على هذا الوباء الفتاك سيتذكرون جيدا كل المبادرات الكريمة التي تذكرهم بأن الانتماء المغربي مسبق على ما عداه ، وأنه يأتي في مقدمة كل الأشياء .

عن Arab Citizen

شاهد أيضاً

حمزة يوسف يؤم عائلته في صلاة الفجر بأول ليله له بمقر الحكومة في اسكتلندا

زياد خلف الله نشر رئيس الوزراء الأسكتلندي «حمزة يوسف»، صورة عبر حسابه على «تويتر»، يؤم …