بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية عن الصحابي الجليل شرحبيل حسنة العدوية رضي الله عنه الكثير والكثير، فقيل انه عندما خطب عمرو بن العاص لما انتشر مرض الطاعون بالشام، فقال إن هذا الطاعون رجس فتفرقوا في هذه الشعاب وفى هذه الأودية، فبلغ ذلك شرحبيل فغضب وجاء وهو يجر ثوبه معلقا نعله بيده، وقال لعمرو بن العاص إن الطاعون وقع فقال عمرو بن العاص، إنه رجس فتفرقوا عنه، وقال شرحبيل بن حسنة إني قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من جمل أهله وربما قال شعبة أضل من بعير أهله وإنه قال إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا ولا تفرقوا عنه، قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال صدق.
وكان الصحابى شرحبيل رضي الله عنه يجيد القراءة والكتابة، فقد كان من كتاب الوحي، وكان الموقف الذى حدث منه هو موقف يدل علي حبه للنبي صلي الله عليه وسلم، وأنه يفضله علي نفسه فعن الشفاء ابنة عبد الله قالت جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم، فسألته وشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت، ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي عند شرحبيل بن حسنة، فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه و قلت حضرت الصلاة و أنت هاهنا فقال، يا عمه لا تلوميني فقد كان لي ثوبان فاستعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم، فقلت بأبي وأمي أنا ألومه وهذا شأنه فقال شرحبيل إنما كان أحدهما درعا فرقعناه، وكان الصحابى الجليل شرحبيل رضي الله عنه.
هو الذي أخذ أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان من الحبشة بعد أن تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد زوجها إياه عثمان بن عفان وهي بنت عمته أمها ابنة أبي العاص وقد زوجها إياه النجاشي وجهزها إليه وأصدقها أربعمائة دينار وأولم عليها عثمان بن عفان لحما وثريدا وبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحبيل بن حسنة فجاء بها، والصحابى الجليل شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف بني زهرة قد مات أبوه وهو صغير فبقي في حجر أمه حتى بعد زواجها وقد تزوجت من سفيان بن معمر الأنصاري، وكان شرحبيل شريفا في قومه من عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بدأ جهاده عندما شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته.
وكانت هذه الغزوات بداية الجهاد الطويل الذي امتد أكثر من عشرين عاما وهو عمر شرحبيل الإسلامي، وكان إسلام شرحيبل عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شرحبيل في العقد الرابع من العمر.