قدمت دراسة جديدة أجرتها جامعتا تكساس وهارفارد نظرة متجددة على تأثير مرض السكري الحملي على نمو الأطفال خلال عامهم الأول. النتائج المثيرة قد تغير الفهم السائد حول ارتباط هذا المرض بخطر السمنة.
نتائج الدراسة تهدد الفرضيات الحالية حول السمنة
كشفت الدراسة عن أن زيادة الدهون لدى الأطفال المولودين لأمهات مصابات بمرض السكري الحملي تكون أبطأ مقارنة بأقرانهم، مما يشير إلى أن خطر الإصابة بـالسمنة قد يكون أقل مما كان يُعتقد سابقاً.
هذه النتائج تتحدى المفهوم التقليدي الذي يتوقع أن يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لمخاطر تراكم الدهون في أجسامهم، حيث أوضحت الدراسة أن النمو المبكر قد يتكيف بشكل طبيعي ويعوض نفسه على مدى الزمن.
مرونة في أنماط النمو.. هل فاتتنا حقائق سابقة؟
وبحسب الباحثين، تبين أن الأطفال المعرضين لمرض السكري الحملي يولدون بنسبة دهون أعلى، ولكنهم أظهروا توازناً في زيادة الدهون بعد الولادة. في عامهم الأول، تباطأت وتيرة الدهون لديهم، ما يبرز إمكانية التصحيح الذاتي في مراحل النمو المبكر.
المرونة المتوقعة لدى هؤلاء الأطفال في مراحل نموهم الأولى قد تكون عاملاً غاب عن الدراسات السابقة، وتشير إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في دور السكري الحملي على المدى الطويل.
نظرة أعمق من خلال بيانات شاملة
شملت الدراسة 198 رضيعاً، نصفهم تعرضوا لمرض السكري الحملي خلال فترة الحمل. وتم قياس أوزانهم، أطوالهم، ونسب الدهون في أجسامهم عند الولادة وخلال الإثني عشر شهراً الأولى من حياتهم.
قدمت البيانات تفصيلاً واضحاً عن كيفية تطور الدهون لدى هؤلاء الأطفال، ونقلت صورةً غير مألوفة عن أنماط النمو التي قد تكون أكثر تعقيداً مما تم تصوره سابقاً.
توضح الدراسة أن نحو 8.3% من حالات الحمل تنطوي على مرض السكري الحملي، ما يزيد من أهمية متابعة نمو الأطفال المتأثرين ودراسة حالتهم بشكل شامل.
تعليق الباحثين على النتائج
قالت الباحثة إليزابيث وايدن من جامعة تكساس: “نتائجنا تسلط الضوء على صورة معقدة ومثيرة للدهشة. غالباً ما نعتقد أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالسكري الحملي يتعرضون أوتوماتيكياً للسمنة، ولكن أدلتنا تشير إلى أن الكفة قد تميل لصالح إعادة التوازن الطبيعي.”
وأضافت: “في حين أن هؤلاء الأطفال يولدون بنسبة دهون أعلى، يبدو أن أجسامهم قادرة على تقليل هذه الفروقات بشكل طبيعي مع مرور الوقت”.
رسالة مستقبلية وإجراءات محتملة
تشير هذه النتائج إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لمرض السكري الحملي قد لا يكونون بحاجة إلى تحذيرات مبالغ فيها، وإنما إلى مراقبة إضافية تستهدف تحسين نمط نموهم دون تضخيم المخاوف.
مع مراعاة مرونة النمو المبكر، ينصح الباحثون بإعطاء أولوية للمتابعة الصحية الدورية للأطفال المصابين، مع التركيز على التغذية والنشاط البدني لدعم نموهم بالشكل الأمثل.